أخبارأخبار المحافظاتالرئيسية
جماعة الحوثي مسؤولة عن هذا الخراب الكبير الذي تعيشه اليمن
لا يزال الكثير يتسائلون حول من يتحمل المسؤولية عن ما آلت إليه أوضاع اليمن واليمنيين منذ أواخر العام 2014، وحتى اليوم، وبالرغم من أن بقية الأطراف تتحمل جزء من المسؤولية، إلا أن جماعة الحوثي هي المسؤولة بدرجة رئيسية عن هذا الخراب والدمار وشلالات الدماء التي سالت في اليمن.
لقد غامرت جماعة الحوثي غير مكترثة بمصير الملايين، ولا بمصير الدولة والمجتمع، وضعت نفسها واليمن من خلفها في مواجهة مع دول الإقليم والعالم، بعد أن أقصت الأطراف الوطنية من السلطة، واستولت على الحكم في 21 سبتمبر من العام 2014.
تذرعت الجماعة بالوضع المعيشي، والجرعة تحديدا لتبرير تحركاتها المسلحة، حتى وصلت صنعاء، واستولت على الدولة ومؤسساتها وسلاحها، لتشرع بعد ذلك في تنفيذ حملات استهداف وتهجير طالت عشرات الآلاف من اليمنيين، كما زجت بالآلاف في السجون، وفجرت المنازل وضيقت الخناق على رجال الأعمال والتجار، ثم لاحقا شرعت بتنفيذ أكبر عملية تجريف وإقصاء للموظفين والكوادر في مختلف القطاعات، ومن كل الأطراف، بما في ذلك حزب المؤتمر الشعبي العام، الذي توجت استهدافها له بقتل الرئيس السابق علي عبدالله صالح، وعدد من قيادات حزبه.
الأهم من هذا، أن الجماعة شرعت فور توليها زمام الأمور في صنعاء، بتوجيه رسائل سلبية لدول العالم، وفي المقدمة دول الإقليم، كما أنها فتحت الباب على مصراعيه لإيران لتعبث باليمن، وتنفذ أجندتها المشبوهة، للإضرار بالأشقاء في المملكة العربية السعودية.
ما هي إلا أشهر قليلة، حتى غادرت معظم البعثات الدبلوماسية صنعاء، وانتهى المطاف بتدخل إقليمي واسع للحد من خطر هذه الجماعة التي كان من الواضح أنها ماضية في ممارسة سياساتها الخطرة دون اكتراث للتحذيرات.
تدخّل التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية، لحماية الأمن القومي للمملكة، والمنطقة كاملة، ومع انطلاق “عاصفة الحزم”، كان من السهل على الجماعة أن تبدي نوعا من المرونة، وأن تقبل بالدخول في مفاوضات سلام، تفضي لحل سياسي يحقق الحد الأدنى من الشراكة للجميع، لكنها رفضت، ومضت في حربها الانتحارية حتى النهاية.
ألحقت الحرب باليمن واليمنيين أضرارا بالغة، سقط عشرات الآلاف من القتلى والجرحى، تدمرت مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية، قُطعت الرواتب، وحلت المجاعة، والأمراض، التي كان أبرزها الكوليرا والدفتيريا وغيرها، حُرم اليمنيون من أبسط الحقوق والخدمات، حتى صارت اليمن على رأس قائمة الدول الأكثر هشاشة، والأكثر خطورة على حياة الناس.
ومع ذلك لم ترعوي جماعة الحوثي أو تتراجع عن سياساتها الحمقاء، بل زادت الطين بِلة، بأن أعطت الصراع بُعدا آخر ألا وهو البعد الطائفي.
فمنذ سيطرتها على السلطة، بدأت الجماعة بعملية غسل واسعة لوعي الناس، من خلال تكثيف دوراتها الطائفية، واستهداف الشباب والنشئ في المساجد والمدارس بفكر الجماعة الطائفي، الدخيل على المجتمع اليمني.
واليوم يقف اليمنيون على مشارف العام الرابع للحرب، والجماعة لا تزال ماضية في غيها، رافضة مجرد التفكير في مصلحة الشعب، جاعلة أهدافها الطائفية وطموحاتها الإمامية نُصب أعينها، وهو ما يجعل اليمنيين أكثر من أي وقت مضى أمام مسؤولية عظيمة تتطلب منهم التكاتف ورص الصفوف لدرء هذا الخطر، وإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
#اليمن_الجمهوري