اُراء ومقالاتالرئيسيةكتابات
سمات وصفات الطائفي
د.إبراهيم الكبسي
تعتبر الطائفة عند الطائفي أولويته الأولى والولاء لقادته دون الوطن ولديه الاستعداد الكامل للتخلي عن الوطن والشعب والأسرة فداء لمشاريع ومصالح طائفته وقادته، فوطنه حيث يعيش قائده وطائفته هي شعبه.
يسخر الطائفي ثروات ومؤسسات الوطن وأموال الشعب لخدمة أهداف ومشاريع الطائفة الخاصة به ويسعى لخدمتها دون بقية الشعب.
يؤمن الطائفي بأن قضايا ومشاريع طائفته هي قضايا ومشاريع وطنية ويعتبر المخالف لها والرافض لها عدوا للوطن والشعب بل وخائنا لهما.
يميل الطائفي إلى استثارة الطرف الآخر فلا يشعر بالراحة في عباداته وشعائره ومناسباته وشعاراته ودوراته المذهبية والطائفية إلا إذا صاحبها إعلانات ودعايات ومظاهرات واحتفالات واستفزاز للآخر بل وتسخير امكانات الدولة والمال العام بل وأموال الشعب لصالحه في حال إذا كان على رأس السلطة.
يكون لدى الطائفي استعدادا للتعايش مع من يتفق مع آراء طائفته حتى ولو كان أجنبيا يعيش خارج وطنه، فيما يرفض التعايش مع أخيه في الوطن الواحد بسبب اختلافه معه في الرأي والمعتقد.
تجد الطائفي يبحث عن هوية طائفة الشخص الآخر قبل أن يحكم على رأيه بالصواب أو الخطأ، فقبول الرأي عنده أو الموقف السياسي متوقف على طائفة الطرف الآخر وليس على حجج هذا الشخص وقوة أدلته وصحة منطقه.
الطائفي لا يشعر بالراحة من التقارب والتعايش بين الأمم والشعوب على اختلاف مذاهبهم ومللهم ودياناتهم لذا تجده يستحضر الأحداث والخلافات التاريخية ويسبح ويغوص ويتعمق فيها من أجل أن يجلبها للحاضر بهدف إشعال الحقد والضغينة في القلوب واستمرار الخلاف.
يستخدم الطائفي لغة التعميم ويوسع دائرة الحكم على الطرف الآخر، فإذا أخطأ فرد من الطرف المضاد فالكل مثله والكل مخطئون ويعمم السيئة على الجميع.
ختاما أقول أن البلدان ذات التنوع الديني والعرقي والثقافي تتميز بالتعايش والتسامح وبالكفاءة العالية وبالحضارة المتقدمة، أما الحديث عن النقاء العرقي لطائفة أو سلالة أو ديانة فإنه لا يثمر شيئا سوى التخلف والسقوط الحضاري والصراعات والحروب.