الرئيسيةالوعي الجمهوريشعر وأدب
دور الشعر في خلق اليقين الثوري
يقول أبو الأحرار محمد محمود الزبيري، متحدثاً عن محولات الأحرار نصح آل حميد الدين، وإرشادهم للإصلاح، والتي باءت بالفشل:
أنا على يقين أن إصدار قرار بالثورة الصادقة، المصممة، المستميتة، مع ضعف الحال وقلة النصير، وجهل الشعب ليس بالأمر السهل، وليس من الشؤون التي يقضى فيها بالظنون والأوهام، وتجيء نتيجة فورة عاطفية عابرة.
إن اليقين الثوري هو الأساس للثورة العميقة الصادقة، وهو العامل الأول لصمودها واستمرارها، ولن يكون اليقين يقينا، إلا بعد جهد يبذل لدراسة الموقف، وسبر أغوار الدولة، وقواها ورجالها، وتجربة كل الوسائل غير الثورية، علها تنجح في إحداث التطور المطلوب.
والثورة لا تكون حقا، ولا عدلا، ولا وطنية، كما لا تكون ناجحة، إلا يوم تكون ضرورة محتومة، لا مفر منها.
إن الثورة عنف وقتال ومذابح، والمؤمنون بالتطور والإصلاح، لا يقرون العنف والقتال إلا بمبررات عادلة تبلغ حدا ليقين وإلا كانوا مجرد سفاكين متهورين.
وقد كان يمكن أن يقال لها، إنكم تسرعتم فنفرتم هؤلاء الحكام، وزرعتم الريبة في أنفسهم، ولام تقدّروا ما ورثوه من أجيال الخوف والشك والغرور والشعور بالتملك المطلق.
ولو أنكم ترفقتم بهم، وأرضيتم غرورهم لتطوّرت البلاد على أيديهم في سرعة ويسر، ولجنبتم اليمن ما أصابها من الآلام والأحزان، والخراب والموت من جراء الحركات الثورية التي تتابعت وراء دعوتكم.
ولن يكون بأيدينا مستند للرد على هذا الكلام يثبت مبلغ الجهد المترفق لولا وثائقنا في شعر المدح الذي صنعناه بأسلوب لو توجهنا به إلى الشياطين والأبالسة، لربما حولناهم إلى سبيل آخر، أو جعلناهم ملائكة وأبطالا..
*الأعمال الكاملة للزبيري