أعلام اليمن الجمهوريقادة إجتماعيون
الذكرى الرابعة عشرة لرحيل الشيخ مجاهد أبو شوارب
تحل اليوم الموافق 17 نوفمبر الذكرى الرابعة عشرة لرحيل الشيخ المناضل، مجاهد أبو شوارب، أحد أعلام اليمن ورجالاتها الأحرار الذين دافعوا عن الجمهورية، وبذلوا جهودا جبارة لتثبيت أركانها.
ولد مجاهد يحيى بن هادي أبو شوارب، عام 1941م، في منطقة “خارف بني جبر”، بمحافظة عمران، درس القرآن الكريم ومبادئ العلوم في كُتّاب قريته على يد (عبدالله أبي منصّر)، ثم انتقل إلى مدينة صنعاء، فالتحق بالكلية الحربية، وتخرّج منها عام 1966م.
عُيّن قائدًا للواء حجة عام 1967م، ثم قائدًا للواء الحديدة في العام التالي، ثم محافظا وقائدًا للواء حجة عام 1971م، ثم قائدًا لقوات المجد في العام التالي، ثم عضوًا في مجلس القيادة، ثم نائبًا للقائد الأعلى للقوات المسلحة عام 1974م، ثم عضوًا في مجلس الشعب التأسيسي عام 1978م، ثم نائبًا لرئيس مجلس الوزراء للشئون الداخلية عام 1980م لفترتين.
ثم تم تعيينه رئيس اللجنة العليا لانتخابات هيئات التعاون الأهلي للتطوير عام 1985م، ثم أعيد تعيينه مجددًا نائبًا لرئيس مجلس الوزراء عام 1988م.
وفي أول حكومة بعد تحقيق الوحدة اليمنية عام 1990م تم تعيينه نائبًا لرئيس مجلس الوزراء للشئون الداخلية، ثم تعيّن عضوًا في المجلس الاستشاري، ثم مستشارًا لرئيس الجمهورية حتى وفاته.
كان والده، مناهضا لحكم الإمام يحيى حميد الدين، وهو ما تسبب في مقتله في ظروف غامضة، وهذا سبب اقتحامه للسياسة منذ وقت مبكر من حياته.
زاد تعلقه بمجال السياسة، وطموحه في تعديل وضع الحكم في اليمن، عقب فشل حركة المقدم أحمد الثلايا، عام 1955، التي كانت تهدف للإطاحة بالإمام أحمد حميد الدين، وبعد ذلك لزم الشيخ “أبو شوارب” الشيخ حميد بن حسين الأحمر، في مدينة تعز، ما جعله قريبا من حركة المعارضة للحكم الإمامي، وتعرف خلال هذه الفترة إلى الكثير من الثوار المناهضين لحكم الإمامة.
قبض عليه الإمام أحمد حميد الدين، وأودعه في سجن القلعة في مدينة صنعاء عام 1960م، حيث مكث فيه عامين، تمكن خلالها من توطيد علاقته بالثوار المناهضين للإمامة، إلى أن تم الإفراج عنه على يد ولي العهد، الأمير محمد البدر، قبيل قيام ثورة 26 سبتمبر بأسبوع تقريبا.
ما إن نجحت الثورة في الإطاحة بالإمام أحمد، حتى توجه الشيخ “مجاهد أبو شوارب”، إلى مسقط رأسه في منطقة ذيبين، بعمران، وهناك عمل على استقرار الأمور وتمهيد الوضع لصالح الثورة، ثم توجه إلى ريده، وأقنع الناس بتأييد الثورة،
أطاحت بحكم الإمامة بأسبوع تقريبًا، واستدعاه إليه، وطلب منه أن يفتح معه صفحة جديدة محاولة منه لكسبه إلى صفه، ثم أوكلت إليه مهمة القبض على الإمام “البدر”، الذي فر من صنعاء إلى منطقة القشلة في عمران، إلا أن الأخير تمكن ن الفرار باتجاه السعودية.
قاد الشيخ “أبو شوارب” معارك شرسة ضد فلول الإمامة في محافظة حجة، كما شارك في الدفاع عن مدينة صنعاء، فيما عرف بحصار السبعين يوما، عام 1967، إلى أن تم كسر الحصار وهزيمة تلك الفلول في إحدى أخطر المنعطفات في تاريخ الجمهورية.
سياسيا، شارك الشيخ “مجاهد أبو شوارب” في تأسيس حزب المؤتمر الشعبي العام، وانتخب عضوًا في لجنته الدائمة، وحين تحققت الوحدة اليمنية، وسمح بالتعددية الحزبية؛ انتمى لحزب البعث العربي الاشتراكي، وكان من أنشط الأعضاء فيه، قبل أن يقدم استقالته من الحزب عقب انتخابات عام 1993.
توفي إثر حادث مروي تعرَّض له أثناء عودته مع مرافقة النفيش وخمسة آخرين، من منطقة عبس، بمحافظة حجة، إلى صنعاء، في 4 10 1425 هـ / 17 11 2004م، ودفن في مقبرة الشهداء في مدينة صنعاء.
رثاه عدد من الشعراء منهم الشاعر الكبير والأديب الدكتور (عبدالعزيز المقالح) بقصيدة قال فيها:
ما الذي سوف يحدث
لو أن بحرًا
طوى موجه
واختفى في التراب؟